حذر عدد من الأطباء والمختصين مما يعرف بـ"الشره المرضي العصبي" أو الـ"بوليميا"، الذي يعاني منها أشخاص بهدف المحافظة على الوزن المثالي، مؤكدين أنَّ "البوليميا" اضطراب خطير في تناول الطعام ومهدد للحياة، كما أنَّ المراهقات عرضة لخطر الإصابة بمرض الشره المرضي العصبي عن المراهقين الذكور، وعادة ما تبدأ الإصابة بمرض الشره من سن المراهقة وحتى سن البلوغ المبكر.
وأوضح المختصون أنَّ الأشخاص الذين يعانون من البوليميا قد يُفرِطون في الطعام سرًّا، أو يتناولون كميات كبيرة من الطعام مع فقدان التحكُّم في الأكل، ثم يقومون بالتقيُّؤ كمحاولة للتخلُّص من السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية للوقاية من زيادة الوزن، أو قد يقومون بالتقيُّؤ المتعمَّد أو إساءة استخدام المليِّنات، أو مكملات فقدان الوزن، وغيرها من الطرق للتخلُّص من السُّعرات الحرارية والوقاية من زيادة الوزن، كالنظام الغذائي الصارم، أو الإفراط في ممارسة الرياضة.
وعزا المختصون أسباب هذا المرض إلى عدة عوامل من شأنها أن تضاعف من خطر الإصابة بالشره العصبي، تتلخص في الأسباب الوراثية، والمشكلات العاطفية والنفسية حيث ترتبط المشكلات النفسية والعاطفية مثل الاكتئاب، اضطرابات القلق، لها ارتباط وثيق باضطرابات الأكل، حيث قد يشعر الأشخاص المصابون بالشره بشعور سلبي تجاه أنفسهم في بعض الحالات، وقد تكون الأحداث المؤلمة والضغوط النفسية البيئية عوامل مساهمة، كما أن اتباع نظام غذائي بعينه يضاعف خطر تعرض الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا باضطرابات الأكل مما قد يؤدي إلى الرغبة في تناول الطعام بنهم مرة أخرى حتى يصلوا لمرحلة التقيؤ المتعمد أو الوسائل الأخرى التي ذكرت آنفاً، ويضاف إليها عوامل كالإجهاد، ضعف الصورة الذاتية للجسم.
قالت الدكتورة عائشة صقر-أخصائية تغذية علاجية وسمنة-، " إن الدراسات العلمية الأخيرة تؤكد أنَّ "البوليميا" اضطراب نفسي أكثر من أنه اضطراب تغذوي، حيث إنَّ هذه الاضطرابات عند تطورها تتطلب تدخلات علاجية تجمع الطبيب النفسي، وأخصائي التغذية والطبيب العام، لتأثير الاضطراب على الحالة العامة للشخص.
وأضافت الدكتورة عائشة صقر قائلة " إنَّ البوليميا تعود لأسباب نفسية، كما أنَّ المصاب بالبوليميا عرضة للاكتئاب خاصة من تعرضوا لصدمات عاطفية، أو فقدان عزيز، فالبعض يواجه الحالة النفسية إما بالشره الغذائي والبعض الآخر بالشح الغذائي، إذ أنَّ من يعاني من الشره الغذائي قد يصل به الحال إلى اتباع أساليب للتخلص من السعرات الحرارية من خلال التقيؤ المتعمد وغيرها من الأساليب."
أكدَّ السيد محمد كمال-باحث وأخصائي علم النفس الاجتماعي-، أنَّ "البوليميا" اضطراب نفسي، وهذا الاضطراب يعكس كيف يرى المراهق نفسه وخاصة من الإناث، لافتا إلى أنَّ هذا الاضطراب قد يصيب النحيفين بالأصل لعدم قدرتهم على تقدير ذاتهم، وهذا أيضا يعود للمقارنة الاجتماعية التي يعقدها المراهق برأسه أو المراهقة رغبة منها في أن تصبح كالمشهورة الفلانية أو المؤثرة العلانية، فهذه الأسباب تحتاج إلى تدخل نفسي، وإلى تدخل طبيب عام، حيث أنَّ العلاجي النفسي والعلاج الجسدي مهمان في هذه الحالات.
0 Comments: