يبدو واضحاً أن البعض فهم تخفيف القيود بشكل خاطئ، فلبس الكمامة أصبح أمراً مملا منهكاً ثقيلا على كثير من الناس، والتباعد الاجتماعي تحول لعادة منفرة، ورجعت عادات الأحضان والقبل والسلام باليد كما وأن الفيروس قد انتهى.
كان من الطبيعي والبديهي مع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس أن تعلن وزارة الصحة على لسان الدكتور أحمد المحمد رئيس قسم العناية المركزة بمؤسسة حمد الطبية بالوكالة قبل أيام الذي أكد أننا نواجه موجة ثانية من الفيروس تتطلب استعداداً للأعداد الكبيرة التي نواجهها، مشيراً إلى أن عدد الوفيات زاد 13 أو 14 حالة وفاة وهو جرس إنذار لنتخذ إجراءات لنعدل حدة آثار هذه الجائحة .
وأكد أن الزيادة كانت كبيرة وعلى شكل طفرة في الأسبوعين الآخرين، وشهدنا خلال الأسبوعين الماضيين فقط زيادة بنسبة 82% في عدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا في العناية المركزة، وزيادة بنسبة 58% في عدد الأشخاص المصابين بالفيروس والذين تم إدخالهم إلى المستشفى، كما فقدنا مع الأسف 13 شخصا.
الدكتور المحمد كان واضحاً في حديثه حيث قال: الأمر يدعو للقلق، وقد نواجه صعوبة في تقديم الرعاية الصحية لكل من يصابون بالمرض، السلالة الجديدة القادمة من بريطانيا ساهمت في زيادة الإصابات وكذلك القصور في الالتزام بالاحترازات بين الناس والمجتمع مما ساهم في هذه الزيادة، وعلينا اتخاذ إجراءات تحد من انتشار الفيروس في المجتمع .
ربما يعتقد البعض أن الإهمال والاستهتار يضر بصحة المجتمع فقط ويزيد من حالات الإصابة بين الناس، متناسين أن هذا الإهمال وزيادة عدد حالات الإصابة قد يودي ربما إلى إغلاق تام ووقف أنشطة أكثر، الأمر الذي يترتب عليه خسارة مادية ضخمة وإغلاق لبعض الأرزاق وأماكن العمل الذي يحتم بالضرورة فقدان الوظائف.
الإغلاق التام بمعنى من المعاني أمر غير مرغوب للكثيرين مواطنين ومقيمين، اقتصادياً واجتماعياً، لا ينجو منه أحد ولا يستثني أحد، وقد جربه الناس في قطر ويعرفون كغيرهم من المجتمعات آثاره ومضاره.
فرصة السيطرة بيد الجميع، والجميع قادر على المشاركة في الحد من الفيروس من خلال الاجراءات المعروفة والتي باتت محفوظة لدى الأفراد أكثر من أسمائهم نفسها، والتي بات تكرارها يشكل حالة من الملل والنفور ولكن لا مفر منها فهي باب النجاة من خلال اتباع الالتزام بها.
0 Comments: