جدري القرود له علاجٌ فعَّال لكنَّه صعب المنال

 مع استمرار زيادة أعداد حالات جدري القرود في الولايات المتحدة الأمريكية وجميع أنحاء العالم، يشكو كثيرٌ من المنتمين إلى الفئات الأكثر تضررًا من الفيروس من أنَّهم لا يستطيعون الحصول على علاجٍ فعَّال ، تَسبَّب التفشِّي الحالي لهذا الفيروس في أكثر من 21,100 إصابة مؤكدة بجميع أنحاء العالم، أكثر من 4,900 منها في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان هذا الفيروس يصيب الناس في وسط وغرب إفريقيا منذ عقودٍ طويلة.

 لكنَّه بدأ مؤخرًا ينتشر خارج المنطقة، ومعظم مَن تفشَّى بينهم حتى الآن كانوا رجالًا مثليين، وينتشر ذلك الفيروس من خلال التلامُس الجلدي، ومن ضمنه ما يحدث خلال ممارسة الجنس، وهو يسبب آفاتٍ جلديةً مؤلمةً تشبه البثور (غالبًا ما تظهر هذه الآفات في الوباء الحالي على الأعضاء التناسلية وعند فتحة الشرج)، وأحيانًا يصيب الجسم بأعراضٍ تشبه أعراض الأنفلونزا، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فقد بلغ عدد وفياته خمس حالاتٍ على أقل تقدير.

لكن هناك عقارًا مضادًّا للفيروسات يُسمَّى «تيكوفيريمات» tecovirimat أو «تيبوكس» TPOXX، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بالفعل على استخدامه في علاج الجدري، ويُمكن استخدامه أيضًا لعلاج جدري القرود، الذي يُعد من عائلة الفيروسات نفسها، ومع هذا، فالمخزون الوحيد المتاح من هذا العقار في الولايات المتحدة الأمريكية هو المخزون الوطني الإستراتيجي للبلاد، كما أنَّ وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تُلزِم مقدمي خدمات الرعاية الصحية، الراغبين في الحصول على العقار لعلاج مرضاهم، بأن يُقدموا الطلب الخاص باستخدام العقاقير الجديدة الخاضعة للدراسة.

ويعد هو الطلب المعروف اختصارًا باسم IND، إلَّا أنَّ المنتقدين يقولون إنَّ الحصول على موافقةٍ على هذا الطلب من أجل عقار «تيبوكس» يُعد مهمةً شاقة، وإنَّ هذا العقار، الذي اختُبِرَ في الأصل على الحيوانات المصابة بجدري القرود، ينبغي أن يكون متاحًا بسهولةٍ أكبر لعلاج المرض ذاته لدى البشر.

وفي هذا الصدد يقول جيمس كريلينشتاين، ناشط حقوق المثليين، وأحد مؤسسي منظمة «بريب فور أول» PrEP4All والمدير الإداري للإستراتيجيات والسياسات فيها، وهي منظمة تعمل على تسهيل الحصول على أدوية مرض نقص المناعة البشرية: "المشكلات المتعلقة بالحصول على عقار تيبوكس غير مفهومة إطلاقًا من الناحية العلمية؛ إذ إنَّ الموافقة على استخدامه صدرت بناءً على بيانات التجارب على الحيوانات [المصابة بجدري القرود]"، لكنَّ موقف وكالة مراكز مكافحة الأمراض هو أنَّ العقار "لا يُسمَح بوصفه... لعلاج جدري القرود؛ لأنَّ الملصق الذي تضعه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عليه يقول: للاستخدام في علاج الجدري فقط".