أدوات تمكّن الأفراد من تعلم مهارات ومبادئ إدارة المال
يعد الاستثمار في التعليم الاقتصادي وسيلة احترافية لتحقيق الأهداف المالية؛ سواء كانت تتعلق بشراء منزل أو سيارة أو حتى لمجرد القيام بالأمور الاعتيادية مثل التأكد من دفع الفواتير والالتزامات المختلفة في وقتها، أو توفير المال للمستقبل والتقاعد؛ إذ إن إدارة المال بطريقة صحيحة تتطلب من الفرد معرفة أين وكيف ينفق أمواله، وكيف يمكنه تقليل المصروفات غير الضرورية
ولكي يكتسب الفرد مهارات إدارة المال، والتي تعتبر أمرًا بالغ الأهمية في الحياة اليومية، يحتاج للاستثمار في هذا الجانب عبر تعلم تلك الأدوات والمهارات على يد خبراء في إدارة المال أو متابعة دورات عبر الإنترنت حول الإدارة المالية، بما يمكنه من إنشاء ميزانية شخصية مناسبة وتتبع نفقاته، ومن ثم تحديد طرق توفير المزيد من المال، الأمر الذي سيكون له تأثير إيجابي على حياته المالية ويزيد من رفاهيته
كما يمكن للأفراد الاستثمار في تعلم مبادئ ومهارات إدارة المال من خلال قراءة بعض الكتب حول التمويل الشخصي والاستثمار، أو الاستفادة من تطبيقات الهواتف المحمولة، التي تقدم نصائح عدة حول الميزانية الشخصية واستراتيجيات الادخار
ويمكن تلخيص الأدوات والوسائط الفعالة في هذا السياق، على النحو التالي: كتب حول الإدارة المالية: قراءة كتب تعليمية حول التمويل الشخصي وإدارة الأموال. دورات عبر الإنترنت: استخدام المنصات التعليمية عبر الإنترنت مثل Coursera وUdemy للوصول إلى دورات حول إدارة المال والاستثمار. تطبيقات الهاتف المحمول: استخدام تطبيقات مثل Mint أو PocketGuard لتتبع المصاريف ووضع ميزانية , مواقع ومدونات: تتبع مدونات مالية عبر الإنترنت وزيارة مواقع مالية موثوقة لفهم أحدث الاتجاهات والنصائح المالية. ورش العمل والندوات: يمكن حضور ورش العمل المحلية أو الندوات حول إدارة المال للتفاعل مع خبراء وطرح الأسئلة. تطوير القدرات الشخصية: تحسين مهارات التخطيط واتخاذ القرارات وفهم الضرائب يلعب دوراً كبيراً في إدارة المال بشكل فعال
وإن تعلم الإدارة المالية الشخصية وإتقان التخطيط المالي أضحى اليوم احتياجًا ملحًا يفرضه الواقع في ظل الأزمات سواء تلك التي تكون على المستوى الفردي أو التي تتعرض لها الاقتصادات من وقت لآخر نتيجة أزمات عالمية؛ لذلك فإن من المهم للأفراد تطبيق مبادئ الإدارة المالية والتدرج في تطوير ذواتهم بخطوات أبعد وأكثر دقة واحترافية
هذا ما يؤكده الخبير الاقتصادي، علي الإدريسي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، وينصح في السياق نفسه كل من يريد إدارة أمواله وتشغيله بضرورة توافر المعرفة الكافية له، موضحاً أن المعرفة هنا تنقسم إلى قسمين إما (من خلال الحصول على دورات وخلافه، أو من خلال التجربة العملية)، والأمر مرتبط بالمجال الذي يريد الفرد العمل فيه؛ فمثلا إذا أراد أحد الأفراد تشغيل أمواله في البورصة فلابد من أن تكون لديه دراية بأعمال البورصة قبل بدء التعامل، وكذلك الحال مع أية تجارة سواء كانت كبيرة أو صغيرة
إلا أن الإدريسي، ينبّه بأن الأمر غير مرتبط بالدورات التدريبية فقط بل لابد من خوض التجربة العملية حسب المشروع أو التجارة المراد العمل بها، إذ إن الدورة التدريبية تعطي فكرة عامة عن المشروع المراد تنفيذه لكن ما يصقل الخبرات هو الممارسة الفعلية. ويدعو الخبير الاقتصادي، إلى أن يسأل الشخص نفسه ما الذي يريد العمل فيه، ومن ثم يتجه لمتخصص في هذا المجال للاستفادة بخبراته، ومع ذلك مهما تعلم منه فلن تكون له خبرة التجربة مع الدراسة، ولذا لابد للشخص أن يصقل دراسته بالتجربة والخبرة في سوق العمل، إلى جانب الاطلاع المستمر والدراية بما يحدث حوله من متغيرات، والثقافة العامة التي تعد نقطة حبذا أن تكون لدى الجميع؛ فهي تساعد
وينصح الخبير الاقتصادي بضرورة ترتيب الأولويات والاتجاهات الأقرب بالنسبة لكل شخص، فعلى سبيل المثال إذا كان من سكان منطقة ريفية فقد يكون الأقرب له قطاع الزراعة؛ فيبدأ في التخصص ويدرس المشروعات الإنتاجية التي تكون صاحبة أكبر عائد، كذلك الأمر إن كان قريباً من منطقة صناعية أو سياحية أو في قطاع الخدمات، أو يفكر في العقارات أو التسويق وهكذا
ويشير الإدريسي إلى أهمية التدرج في اكتساب المعرفة والثقافة الاقتصادية، بأن يتعلم الشخص كل يوم ويكتسب خبرات في مجالات عدة ويأخذ منها ما يناسبه. ويرى أنه في ظل المتغيرات الاقتصادية الحالية فكل فرد يتعين عليه أن يكون لديه بعض من الثقافة والدراية والمتابعة للأحداث الاقتصادية المحيطة به سواء كانت تؤثر عليه بشكل مباشر أو غير مباشر، والرهان أن يبحث الفرد عن معلومة من مصادر موثوق منها وليست معلومات عن اجتهادات شخصية أو شائعات متداولة، الأمر الذي يتطلب الاطلاع على المنصات المعروفة والمصادر المعتمدة حتى لا يبني معرفته على معلومات خاطئة تأتي بنتائج عكسية
ويشدّد الخبير الاقتصادي كذلك على أهمية تأكد الفرد بدايةً من المجال الذي يريد خوض غماره؛ فيبدأ التعمق والدراسة فيه، مع ضرورة استيعاب أن يكون مناسباً لظروفه وبيئته وإمكانياته، ناصحا في هذا الصدد بأن يعمل الشخص في المجال، الذي يتوافق مع إمكانيته ومعرفة تفاصيله أولا قبل أن يضع أمواله دون سابق خبرة
وهناك عديد من المهارات التي يحتاجها الفرد حتى يتقن إدارة الأموال والتخطيط المالي يمكن إجمالها في النقاط التالية: التحليل المالي: فهم الإيرادات والنفقات، والقدرة على تحليل الدخل والنفقات بشكل دقيق لفهم كيفية استخدام الأموال. تقييم الديون: فهم وإدارة الديون بشكل فعال، بما في ذلك فهم فائدة القروض وأوقات سدادها. مراجعة الحسابات: متابعة الحسابات المصرفية والبطاقات الائتمانية بانتظام. وضع أهداف مالية: تحديد الأهداف المالية قصيرة وطويلة الأمد، مثل شراء منزل، تعليم الأطفال، أو التقاعد
تحديد أولويات الإنفاق: تحديد الأولويات في الإنفاق وتخصيص الموارد وفقًا لها. وضع ميزانية شهرية تحدد الإنفاق المتوقع لكل فئة من النفقات. توفير الطوارئ: إنشاء صندوق طوارئ لتغطية نفقات غير متوقعة. فهم أساسيات الاستثمار: تعلم كيفية استثمار الأموال بشكل ذكي وفقًا للأهداف المالية. تنويع المحفظة: توزيع الاستثمارات على مجموعة متنوعة من الأصول لتقليل المخاطر. تطوير المهارات الشخصية: التواصل والتفاوض: مهارات التواصل الفعّال والتفاوض للحصول على صفقات أفضل. التفكير الاستراتيجي: القدرة على التفكير بشكل استراتيجي حول القرارات المالية الكبيرة. متابعة التطورات المالية: متابعة الأخبار المالية والتغييرات الاقتصادية لفهم تأثيرها على الأموال الشخصية.
0 Comments: