كشفت كلية بايلور للطب في هيوستن بالولايات المتحدة الأميركية، عن الآثار الخطيرة لدرجات الحرارة المرتفعة على الصحة العقلية والأمراض المرتبطة بها.
وقال نائب الرئيس التنفيذي في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية بايلور للطب، الدكتور عاصم شاه: "كل الأمراض العقلية تزداد مع ارتفاع درجة الحرارة لأنها تؤدي إلى المزيد من الإرهاق والتهيج والقلق، ويمكن أن تفاقم نوبات الاكتئاب".
تأثير الحرارة العالية على الصحة العقلية هو موضوع يستحق الاهتمام والدراسة، فالتغيرات المناخية وزيادة درجات الحرارة تعتبر من التحديات العالمية الهامة التي تؤثر على الإنسان والبيئة بشكل عام. يشير الدكتور عاصم شاه من كلية بايلور للطب في هيوستن إلى أن الحرارة المرتفعة يمكن أن تسبب تأثيرات خطيرة على الصحة العقلية للأفراد، وذلك نتيجة لتأثيرها على الجسم والعقل.
أثبتت الدراسات العلمية أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تزايد الإرهاق والتعب الجسدي والعقلي، وهذا يؤثر سلباً على المزاج والتوازن النفسي للأفراد. إن التعرض المستمر للحرارة المرتفعة يمكن أن يزيد من مشاعر التوتر والقلق، ويجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والاضطرابات العقلية الأخرى. وفي حالة الأشخاص الذين يعانون بالفعل من اضطرابات نفسية، قد تزيد درجات الحرارة العالية من تراجع حالتهم النفسية وتصاعد أعراض الاكتئاب والقلق.
من الجدير بالذكر أن الحرارة المرتفعة تؤثر أيضاً على نوم الأفراد، حيث يصبح من الصعب الاسترخاء والنوم بشكل جيد في ظل الأجواء الحارة. يعتبر النوم الجيد أساسياً للصحة العقلية الجيدة والتوازن النفسي، وبالتالي فإن قلة النوم وسوء جودته قد تؤدي إلى زيادة المشاعر السلبية والتوتر والاكتئاب.
من الضروري أن تتخذ المجتمعات والدول إجراءات للتصدي لتأثير الحرارة العالية على الصحة العقلية، بما في ذلك توعية الناس بأهمية التكيف مع درجات الحرارة العالية واتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من تأثيرها السلبي. يُنصَح بشرب الكثير من الماء وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال الفترات الحارة، كما يجب تجنب ممارسة النشاطات البدنية الشاقة في الأوقات الحارة.
بشكل عام، يعد الحفاظ على صحة العقل والجسم في درجات حرارة عالية تحديًا مهمًا يتطلب اتخاذ التدابير اللازمة والاهتمام بالعناية الصحية الشاملة. إذا كانت هناك أعراض نفسية مزعجة مرتبطة بالحرارة العالية، فيجب الاتصال بالطبيب المختص لتقييم الحالة والحصول على المشورة والعلاج اللازم.
0 Comments: