تبنّت هونغ كونغ استراتيجية "صفر كوفيد" السارية في البر الرئيسي للصين من أجل السيطرة على الفيروس، حتى ظهرت المتحوّرة أوميكرون الشديدة العدوى بداية العام.
وأصدرت الصين، الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي ما زال يسعى إلى تحقيق هدف "صفر كوفيد"، أوامر للمدينة بالحد من تفشي الوباء بأي ثمن.
سيخضع جميع السكان البالغ عددهم 7,4 ملايين شخص لفحوص كوفيد في وقت لاحق من الشهر الحالي، وتقوم السلطات حاليا ببناء شبكة من مراكز العزل لإيواء المصابين، ما يعمّق المخاوف من فصل العائلات خلال الأشهر المقبلة.
ونتيجة لذلك، ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير وقد وصل إلى 71 ألف شخص، بينهم 63 ألف مقيم، في شباط/فبراير، وهو أعلى معدل منذ بدء الجائحة.
كانت القيود المرتبطة بالوباء قاسية خصوصا على العمال الأجانب في هونغ كونغ الذين يشكلون نحو 10 في المئة من السكان، فقد أغلقت الحدود أمام الوافدين من الخارج، وكان السكان العائدون، يمضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الحجر الصحي الفندقي المكلف طوال فترة الوباء.
تبدو الحكومة أنها لم تكن مستعدة للتعامل مع التفشي الحاد للوباء المدفوع بالمتحورة أوميكرون، فقد اكتظت المستشفيات والمشارح بسرعة، فيما يصل معدل الوفيات الحالي في المدينة أربع مرّات معدل الوفيات في سنغافورة، ومعظمها من المسنين غير الملقّحين.
كذلك، تسببت عمليات الشراء بدافع الذعر إلى إفراغ رفوف المتاجر فيما بقيت المدارس مغلقة وتم تقديم العطلة الصيفية من أجل التمكن من استخدام الصفوف الدراسية لإجراء الفحوص الجماعية.
وتحذّر الشركات والمجموعات الصناعية بشكل متزايد من استنزاف المواهب. ويقدر المكتب المحلي للاتحاد الأوروبي أن 10 في المئة من مواطنيه غادروا هونغ كونغ منذ بدء الوباء، وأفادت شركات طيران عن زيادة في الحجوزات في الأسابيع الأخيرة، فيما تضاعفت أسعار الشحن بالحاويات في غضون سنة.
وقال تشونغ كيم واه رئيس معهد "بابلك أوبينيين ريسيرتش" في هونغ كونغ ما زلنا في بداية هذه الموجة ومن الواضح أن الكثير من الشباب سيختار المغادرة إذا أتيحت لهم الفرصة.
0 Comments: